قال محمد بن الحسن الجوهري: دخلت على أحمد بن صاعد الصوري وهو جالس وحده في مسجده فقلت: ما لي أراك وحدك فقال: من الطويل
قنعت بعلم الله ذخري وواجدي ... بمكنون أسرارٍ تضمنها صدري
فلو حاز ستر السر بيني وبينه ... عن القلب والأحشاء ما علما سري
قال أبو عمرو عثمان بن سليمان ابن أخت علي بن داود القنطري: دخلت مسجد دمشق فرأيت فيه ابن صاعد، فسألته عن مسألة، فأجابني، ثم سألته عن أخرى فأجابني، ثم قال لي: يا غلام، إنما يغني الله بك إذا غنيت بنفسك: إني كنت ها هنا وافد قوم فرأيت أربعة نفر يتكلمون في شيء من العلم لا أفهمه، فالتفت إلي أحدهم فقال: من الخفيف
شغلتك الذنوب عن فهم علمٍ ... نافعٍ للقلوب يجلو صداها
ثم أمسك والتفت إلي الثاني فقال:
إن داء الذنوب داءٌ عيي ... فإلى الله أشتكي ضر داها
ثم أمسك والتفت إلي الثالث فقال:
فاستقل توبةً لعلك تنجو ... وازجر النفس يا أخي عن هواها