توفي عبيد بن شريك سنة ثمان وثمانين ومئتين، وهو خطأ، والصواب أنه توفي سنة خمس وثمانين ومئتين.
[عبيد بن قائد]
حدث عن أبي العزيز، قال: مررت بأبي عبيد البسري من المدينة، ومعه جمل له قد مات، وإذا هو وامرأته جلوس عند الجمل، فقلت: عز علي يا أبا عبيد، فبينا أنا وهو كذلك إذا برجل قد جاء بجمل يهدر، فقال: يا أبا عبيد، اركب، وأركب المرأة، وتركنا، ومضى الرجل وترك الجمل.
[عبيد بن كعب النميري]
من أهل العراق. وفد على معاوية، فقال: أخبرني عن زياد من يستعمل؟ قال: يستعمل على الخير والأمانة دون الهوى، ويعاقب، فلا يعدو بالذنب قدره، ويسمر ويحب السمر، يستحكم بحديث الليل تدبير النهار، قال: أحسن، إن التثقيل على القلب مضرة بالرأي، فكيف رأيه في حقوق الناس؟ قال: يأخذ ما له عفواً، ويعطي ما عليه عفواً، قال: فكيف عطاياه؟ قال: يعطي حتى يقال جواد، ويمنع حتى يبخل، فقال معاوية: إن العدل لضيق، وفي البذل عوض من العدل، قال: فكيف الشفاعة عنده؟ قال: ليس فيها مطمع، ما أراد من خير جعله لك أوله.
لما أراد معاوية أن يبايع ليزيد كتب إلى زياد يستشيره، فبعث زياد إلى
عبيد بن كعب النميري فقال: إن لكل مستسر ثقة، ولكل سر مستودع، وإن الناس قد أبدعت بهم خصلتان: إضاعة السر، وإخراج النصيحة، وليس موضع السر إلا أحد الرجلين: رجل