فقال الحضين: يكون ماذا؟ تلد غلاماً، فيقال: فلان ابن الحضين كما قيل: عبد الله بن مسلم.
فقال قتيبة: اكفف لعنك الله، فأنت عرضت نفسك لهذا.
وفي رواية أخرى:
قتيبة، إن تكفف أخاك تكفّه ... وفي الوصل مطمعٌ، يا بن مسلم
وإلا فإني والذي نسكت له ... رجال قريشٍ والحطيم وزمزم
لئن لجّ عبد الله في بعض ما أرى ... لأرتقين في شتمكم رأس سلّم
أمزحٌ بشيخٍ بعد تسعين حجّةً ... طوتني كأني من بقية جرهم
فما ردّ مزحٌ قطّ خيراً علمته ... وللمزح أهلٌ لست منهم فأحجم
أدرك أبو ساسان خلافة سليمان بن عبد الملك، وسليمان بويع سنة ست وتسعين وقيل: إنه مات في خلافة سليمان.
[حطان بن عوف]
شهد خطبة عمر بن الخطاب بالجابية.
وحدث: أنه رأى يوماً بلالاً يؤذن بالشام.
حدث سعيد بن عبد العزيز وغيره قالا: لما قبض الله تعالى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجهز أبو بكر الجيوش إلى الشام ترك بلال الأذان، وأجمع المسير معهم، أراد أبو بكر منعه فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك أقمت عندك، وإن كنت أعتقتني لله فدعني والجهاد في سبيل الله، فخلى سبيله، وخرج فيمن خرج، فلم يزل مجاهداً حتى فتح الله عليهم الشام.
وقدم عمر بن الخطاب الجابية فسأل المسلمون عمر مسألة بلال بالأذان لهم ليسمعوا تأذينه، ففعل عمر، وأذن بلال يوماً واحداً أو لصلاة واحدة، فما رأى أكثر باكياً من بكاء