ولا بد لطعامك الذي عددت فيه أن يعفن. فقال: أوما ترى كيف دبرته؟ لم أدخله بيتاً ولا هرياً مخافةً عليه، فأما هذه السنة فنطحن ما طحنا، ونأكل ما أكلنا، ويفسد منه ما فسد. وإذا كان قابل أمرت به فطحن من آخره، فنأكل منه ما أكلنا، ويفسد منه ما فسد، وإذا كان العام الثالث أمرنا به فخبز خبز القرابين، فأكلناه حتى نأتي على آخره؛ فهذا إلى ثلاث سنين، ما قد كان أمر يحول بينكم وبين ما تريدون، ودعا بغدائه، فغداهم من كل الألوان، وآتاهم من كل الطرائف، ثم أقبل عليهم، فقال: نحن فيما تقولون من الحصار والأزل نأكل مما ترون، فادعوا بما شئتم، وتشهوا علينا. فقال البطال: أمر يسير عليك، خفيف مؤنته تدعو لنا به. قال: ما هو؟ قال: كف من تراب من خلف الخندق. فقطب وغضب، وأمر بهم فأخرجوا، وأتوا مسلمة بمقالته.
[أبو زرعة الدمشقي الصوفي]
صحب القاسم بن عثمان الجوعي.
قال السلمي: هو من فتيان مشايخ الشام، كان يرجع إلى علم ودراية.
فرق السلمي بينه وبين الجنبي الآتي ذكره، وهما واحد، قاله الحافظ.
[أبو زرعة الجنبي]
صحب أبا عبيد البسري، والقاسم الجوعي.
وهو القائل لأبي عبيد البسري: يا أستاذ، أنا أحبك شديد المحبة، لو أمر بك ربك إلى النار، وأمر بي إلى الجنة لافتديتك بنفسي.