قال: حدثنا أبو الدرداء، قال: عهد إلينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أخوف ما أخاف على أمتي أئمة مضلون.
[رجل نخعي من أهل الكوفة]
قال: شهدت أبا الدرداء حين حضره الموت، قال: إني محدثكم حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم أكن لأحدثكم به حتى أعلم أني ميت، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وعد نفسك من الموتى، واتق دعوات المظلوم، فإنها مستجابات، ومن استطاع منكم أن يشهد العشاء الآخرة وصلاة الغداة في جماعة فليفعل، ولو حبواً.
[رجل سمع أبا الدرداء ومعاوية]
زار عبد الرحمن بن غنم أبا الدرداء بحمص، فمكث عنده ليالي، فأمر بحماره فأوكف له. فقال أبو الدرداء: لا أراني إلا مشيعك. فأمر بحماره فأسرج؛ فسارا جميعاً على حماريهما، فلقيا رجلاً شهد الجمعة بالأمس عند معاوية في الجابية، فعرفهما الرجل ولم يعرفاه، فأخبرهما خبر الناس، ثم إن الرجل قال: وخبر آخر كرهت أن أخبركما، أراكما تكرهانه، فقال أبو الدرداء: فلعل أبا ذر توفي؟ قال: نعم والله، فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريباً من عشر مرات. ثم قال أبو الدرداء:" فارتقبهم واصطبر " كما قيل لأصحاب الناقة، اللهم، إن كذبوا أبا ذر فإني لا أكذبه، وإن اتهموه فإني لا أتهمه، وإن استغشوه فإني لا أستغشه، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأتمنه حين كان لا يأتمن أحداً، ويسر إليه