[المظفر بن مكارم الرجي]
شاب قدم دمشق، وتفقه بها، ومدح جماعة بشعر غير فائق، ثم خرج إلى مصر فأدركه أجله بها.
فمما قرأت من شعره: " من الطويل "
أطالب عزمي في الصبا بالعظائم ... وأصبو إلى نيل العلا والمكارم
وأرتاح نحو السيف والرمح والوغى ... وأهوى من الفتيان صيد الغمائم
وما مأزق كالحبس عندي مبغض ... إذا انتثرت فيه رؤوس الضراغم
يحب غبار الخيل يرجع نحوها ... إذا سد على الأفق وكش القشاعم
تقول فتاة القوم هل يدرك العلا ... صبي يحلي جيده بالتمائم
فعندك أثبت لا ترم ما لا تناله ... بعزم وهى من بين عز العزائم
فقلت لها كيف الملام عن امرئ ... يرى خلة المعشوق جود الساطم
إليك ابنة العتبي ما طلب العلا ... بعار ولا من بان مجداً بآثم
ألم تعلمي أن المهارة سبق ... وأن المنايا في قضيب الصوارم
[المظفر أبو الفتح المنيري القائد]
ولي إمرة دمشق بعد المطهر بن بزال في أيام الملقب بالحاكم.
قال عبد الوهاب بن جعفر الميداني:
وتسلم البلد مظفر غلام منير في هذا اليوم - يعني يوم الأحد - لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعمئة، وعزل مظفر يوم الإثنين لسبع وعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعمئة، فكان جميع ما أقام ستة أشهر وتسعة أيام، وتسلمها بدار العطار في هذا اليوم.