كان أبو حشيشة أديباً ظريفاً حسن المعرفة بصنعة الغناء وكتب إلى ابن يزداد رقعةً يستعينه: من الطويل
أعزز علي بأن تكون كما أرى ... حسن الشمائل فاتر الأجفان
حسن الوصال لكل من واصلته ... متحزباً لمسرة الإخوان
وأخص منك وقد عرفت محبتي ... بالصد والإعراض والهجران
وإذا شكوتك لم أجد لي مسعداً ... ورميت فيما قلت بالبهتان
[محمد بن علي بن جعفر]
أبو بكر الكتاني، البغدادي الصوفي قال أبو بكر الكتاني: كنت أنا وأبو سعيد الخراز وعباس بن المهتدي وآخر لم يذكره، نسير بالشام على ساحل البحر إذا شابٌ سيمشي معه محبرةٌ ظننا أنه من أصحاب الحديث، فتثاقلنا به، فقال له أبو سعيد: يا فتى على أي طريق تسير؟ فقال: ليس أعرف إلا طريقين: طريق الخاصة وطريق العامة؛ فأما طريق العامة فهذا الذي أنتم عليه، وأما طريق الخاصة فبسم الله؛ وتقدم إلى البحر، ومشى على الماء، فلم نزل نراه حتى غاب عن أبصارنا.
قال محمد بن علي الكتاني:
إن لله تعالى ريحاً تسمى الصيحة، مخزونة تحت العرش، تهب عند الأسحار، تحمل الأنين والاستغفار إلى الملك الجبار.