كانت عند قطيفة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما استخلف عمر بن عبد العزيز أرسل إليه فأتى بها في أديم أحمر، فجعل يمسح بها وجهه.
[شاب من أهل العراق]
وفد وفد على عمر بن عبد العزيز وفيهم شاب، فتكلم الشاب، فنظر إليه عمر فحدد النظر، ثم قال: الكبر، الكبر. قال الشاب: يا أمير المؤمنين، ليس بالكبر ولا بالصغر، ولو كان بالكبر لقد كان في الناس من هو أكبر منك. قال: صدقت، فتكلم. قال: ما جئناك لرغبة ولا لرهبة. فنظر إليه عمر أيضاً فقال: أما الرغبة فقد أتتنا في منازلنا، وأما الرهبة فقد أمنا جورك، ولكنا وفد الشكر. فسري عن عمر وقال: يا فتى، أرى لك عقلاً، فعظني. قال: إن قوماً اغتروا بالله فيك فأثنوا عليك مما ليس فيك، فلا يغررك اغترارهم بالله فيك مع ما تعرفه من نفسك. فبكى عمر حتى سقط. وفي آخر بمعناه: فقال له: عظني فقال: إن من الناس ناساً غرهم الأمل، وأفسدهم ثناء الناس عليهم، فلا يغرنك من اغتر بالله فيك، فمدحك بما علم الله خلافه؛ وما قال رجل في رجل شيئاً إذا رضي إلا وهو يقول فيه على حسب ذلك إذا سخط. فتهلل وجه عمر وقال: من الطويل
تعلم فليس المرء يولد عالماً ... وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده ... صغير إذا التفت عليه المحافل