ولا يعرف أول الحديث من آخره. والرابع الشاب المتشيخ قد أرخى شعيرته.
وفي سنة اثنتين ومئة بعث مسلمة بن عبد الملك في طلب آل المهلب، وقتل المفضل بن المهلب، وانهزم الناس، وقيل: إن المفضل لما قتل أخوه يزيد هرب إلى سجستان، فقتل هو وإخوانه عبد الملك، ومدرك، وزياد، ومعاوية بنو المهلب.
وكان الذي تولى ذلك منهم هلال بن أحوز المازني، ولم يعرض للنساء ولم يفتشهن، وبعث بالعيال والأسارى إلى يزيد بن عبد الملك.
[مقاتل بن حكيم العكي]
من أهل مرو، كان أميراً على حران من قبل المنصور في أيام السفاح، فأسره عبد الله بن علي ووجه به إلى دمشق إلى ابن سراقه ليعتقله؛ فلما علم بهرب عبد الله بن علي سأل مقاتلاً أن يكتب له كتاباً، ثم قتله.
قالوا: ولما انتهى عبد الله بن علي إلى حران أغلقوها دونه، وكان فيها مقاتل بن حكيم، قد أخذ البيعة لأبي جعفر، وشغلوه عن المسير إلى العراق، وخاف أن يقع بين عدوين، فحاصرها أربعة أشهر حتى افتتحها صلحاً، على أن لا يعرض لأحد من الناس. فلما دخلها أخذ مقاتلاً وابنه، وجماعة من القواد فوجههم إلى عثمان بن عبد الأعلى بن سراقه إلى دمشق؛ وكان خليفته عليها، فحبسهم عنده، ولم يزل مقاتل بن حكيم وخالد بن مقاتل وأصحابهما محبوسين عند عثمان حتى بلغهم الخبر بهزيمة عبد الله، فدخل إليهم عثمان بن سراقة إلى الحبس فقال لمقاتل: أريتكم إن أنا خليت عنكم وتمضون حيث شئتم، أتكتبون لي كتاباً أنه إن تغيرت بعبد الله بن علي حال أنكم لا تبتغوني بشيء كان مني، ولا تطالبوني بأمر سلف؟ قالوا: نعم، فافعل. فذهب ليأتيهم بصحيفة ودواة