أنشأت تذكر ما جنيت وقلت: خذ ... قلبي المعنّى في هواه بذنبه
ذق مرّ ما استحسنته وجنيته ... لا ينكر المغرور صرعة عجبه
واغرق بدمعك في البكاء فربما ... قتل المتيّم نفسه من كربه
قال ابن الملحي: وكتب إلي يوماً: من البسيط
يا من إذا ما البليغ الحبر جاذبه ... حبل الفصاحة منسوبٌ إلى النّوك
وابن الألى غمر الأحرار فضلهم ... حتى لقد أصبحوا مثل المماليك
ما زلت تدأب في العلياء تعمرها ... مجاهداً في طريق غير مسلوك
دعوتنا دعوةً بالأمس معجزةً ... فثنّ، لا تجعلنها بيضة الدّيك
[أبو روح شيخ صالح]
قال أحمد بن إبراهيم بن ملاس: قد رأيت أبا روح وذكر أنه كان يشبه بالأوزاعي فذكر أن أباه بلغ مائة سنة وست سنين، وأنه ذكر أنه كان بناحية عبادان من أرض البصرة، وأن المراكب كانت إذا شحنت للغزو لم يؤذن لها في المضي حتى يدخلها، فيدعو فيها بالبركة والسلامة.
فذكر عن أبيه أنه صلى مع الناس صلاة العيد بالبصرة، فلما انصرف الناس ذكر الزحام والدواب، فقعد على دابته، فخف الناس، فما علم إلا بفارس قد أقبل على فرس كميت عليه قباء أبيض، فسلم عليه وقال: هل مر بك إنسان؟ قال: لا، قال: فما علم إلا بآخر قد جاء في مثل هيأته على فرس، وعليه قباء أبيض، فقال أحدهما لصاحبه: انظر من صح عمله فأجز عليه، فأخرج من قبائه كتاباً فجعل يجيز على واحد واحد.