ابن معقل بن سنان بن عبد الله أبو العباس المعقلي السيناني النيسابوري الأصم، مولى بني أمية محدثٌ مشهورٌ.
حدث عن أبي يحيى زكريا بن يحيى المروزي، بسنده إلى أنس بن مالك، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله متى الساعة؟ قال:" وما أعددت لها؟ " فلم يذكر كثيراً إلا أنه يحب الله ورسوله، قال:" فأنت مع من أحببت ".
كان أبو العباس قد استكم عليه الصمم حتى كان لا يسمع نهيق الحمار، وكان محدث عصره بلا مدافعةٍ، فإنه حدث في الإسلام ستاً وسبعين سنةً، ولم يختلف في صدقه وصحة سماعاته وضبط أبيه يعقوب الوراق لها، وكان يرجع إلى حسن المذهب والتدين، يصلي خمس صلواتٍ في جماعةٍ، وقيل: إنه أذن سبعين سنةً في مسجده، وكان حسن الخلق سخي النفس، وكان يقول: ولدت سنة سبعٍ وأربعين ومئتين.
خرج علينا أبو العباس محمد بن يعقوب رحمه الله، ونحن في مسجده وقد امتلأت السكة من أولها إلى آخرها من الناس في سنة أربع وأربعين وثلاث مئة، وكان يملي عشية كل اثنين من أصوله مما ليس في الفوائد أحاديث، فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء من كل فج عميقٍ، وقد قاموا يطرقون له، ويحملونه على عواتقهم من باب داره إلى مسجده، فلما بلغ المسجد جلس إلى جدار المسجد وبكى طويلاً ثم نظر إلى المستملي وقال: اكتب، سمعت محمد بن إسحاق الصغاني، يقول: سمعت أبا سعيد الأشج، يقول: سمعت عبد الله بن إدريس، يقول: أتيت يوماً باب الأعمش بعد موته فدققت الباب؛ فقيل: