سابق أهل فارس إلى الإسلام صحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخدمه وقدم دمشق غازياً ومرابطاً.
حدث سلمان قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الجراد فقال: أكثر جنود الله لا آكله ولا أحرّمه.
وعن القاسم أبي عبد الرحمن أنه قال:
زارنا سلمان الفارسي فصلى الإمام الظهر، ثم خرج وخرج الناس يتلقونه كما يتلقى الخليفة، فلقيناه وقد صلى بأصحابه العصر، وهو يمشي، فوقفنا نسلم عليه، فلم يبق فينا شريف إلا عرض عليه أن ينزل به، فقال: أني جعلت نفسي مرتي هذه أن أنزل على بشير بن سعد، فلما قدم سأل عن أبي الدرداء فقالوا: هو مرابط، فقال: وأين مرابطكم؟ فقالوا: في بيروت، فتوجه قبله، فقال لهم سلمان: يا أهل بيروت، ألا أحدثكم حديثاً يذهب الله به عنكم غرض الرباط؟ سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:" رباط يوم وليلة كصيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً في سبيل الله أجير من عذاب القبر، وجرى له صالح ما كان يعمل إلى يوم القيامة ".
كان سلمان الفارسي من أهل رامهرمز من أهل أصبهان من قرية يقال لها جيّ، وكان أبوه دهقان (أرضه، وكان على المجوسية، ثم لحق بالنصارى ورغب عن المجوس ثم صار إلى المدينة وكان عبداً لرجل من يهود، فلما قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجراً المدينة أتاه سلمان فأسلم، وكاتب مولاه اليهودي فأعانه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون حتى عتق، وتوفي في ولاية عثمان رحمة الله عليه بالمدائ.
قيل: إنه مات سنة ست وثلاثين، وأول مشاهده الخندق، وكان قبل إسلامه يقرأ الكتب، ويطلب الدين، وكان اسم سلمان ما به بن يوذخشان بن مورسلا بن بهبوذان بن