ولقد حكمت فكان حكمك مقنعاً ... وخلقت زين منابر ومساجد
كتب أمير المؤمنين الوليد بن يزيد إلى المهاجر بن عبد الله: إني حلفت بطلاق سلمى يوم تزويجها، فإذا قرأت كتابي هذا فسل لي يحيى بن أبي كثير الطائي، واكتب إلي بما يجيبك.
فلما قرأ الكتاب كتب إلى يحيى بن أبي كثير، فكتب إليه يحيى: حدثنا جماعة سماهم وذكر أسانيدهم إلى ابن عباس وأبي هريرة وزيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري وعلي بن أبي طالب وابن عمر، وجابر بن عبد الله وعمران بن حصين وأبي موسى الأشعري كلهم يقولون: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك ".
فكتب المهاجر إلى الوليد بما حدثه به.
[المهاجر بن أبي المهاجر]
كان حافظاً لكتاب الله. كان رأس المسجد في زمان عبد الملك وبعده عبد الله بن عامر اليحصبي، وكان يزعم أنه من حمير، وكان يغمز في نسبه، فحضر شهر رمضان؛ فقالوا: من يؤمنا؟ فذكروا رجلاً، وذكروا المهاجر بن أبي المهاجر فقال: ذلك مولى، ولسنا نريد أن يؤمنا مولى، فبلغت سليمان، فلما استخلف بعث إلى المهاجر، فقال: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان قف خلف الإمام، فإذا تقدم عبد الله بن عامر قبل أن يكبر، فخذ بثيابه، واجذبه، وقل: تأخر، فلن يتقدمنا دعي، وصل أنت بالناس؛ ففعل.
[المهاجر بن يزيد]
أبو عبد الله العامري مولاهم المدني قال مهاجر بن يزيد: بعثنا عمر بن عبد العزيز فقسمنا الصدقة فيهم، فلقد رأيتنا وإنا لنصدق من العام