قال عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود: أنا صاحب الكتاب الذي رأيته مع العلج، وأتيت به أبا عمرة، وأنا قتلت شمراً. قال: قلت: هل سمعته يقول شيئاً ليلتئذ؟ قال: نعم. خرج علينا فطاعننا برمحه ساعة، ثم ألقى رمحه ثم دخل بيته فأخذ سيفه، ثم كر علينا وهو يقول: مشطور الرجز
نبهتهم ليث عرين باسلا ... جهماً محياه يدق الكاهلا
لم ير يوماً عن عدو ناكلا ... إلا كذا مقاتلاً أو قاتلا
يبرحهم ضرباً ويروي العاملا
[شمعون أبو ريحانة الأزدي]
ويقال: الأنصاري. ويقال القرشي والأصح أنه الأزدي ويقال: شمغون بالغين المعجمة. قالوا: وهو أصح له صحبة من سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهد فتح دمشق، واتخذ بها داراً، وسكن بعد ذلك بيت المقدس.
قال أبو الحصين الهيثم بن شفي: خرجت أنا وصاحب لي يسمى أبا عامر " رجل من المعافر " لنصلي بإيلياء، وكان قاصهم رجلاً من الأزد يقال له: أبو ريحانة من الصحابة. قال أبو الحصين: فسبقني صاحبي إلى المسجد، فأدركته فجلست إلى جنبه، فسألني هل أدركت قصص أبي ريحانة؟ فقلت: لا، فقال: سمعته يقول: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عشرة: الوشر، والوشم، والنتف، وعن مكامعة الرجل الرجل بغير شعار، وعن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار، وأن يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريراً مثل الأعاجم، وأن يجعل على منكبيه حريراً مثل الأعاجم، وعن التهبي، وركوب النمر، ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان.