الشام للمهدي فرفع إليه، فشده في الحديد، ووجه به إلى المهدي، فلما وقف بين يديه، قال له:
من بني تميم؟ قال: نعم. قال: أين تسكن؟ قال: البلقاء. قال: أين منها؟ قال: الربة قال: ما لك وللربة؟ فما هي سهلة الموطئ، ولا طيبة المشتى. قال: إن كانت كذلك فإنها كما قال زهير: من الطويل
على مكثريهم حق من يعتريهم ... وعند المقلين السماحة والبذل
قال: والله، لقد مجتهم بخير وماجوك بشر. فقال: لا أحب أن أكافئ بالإساءة إلا إحساناً. قال: فما معاشك؟ قال: من الطويل
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
قال: قد أمرت لك بعشرة آلاف. قال: تكون في موضعها إلى أن أحتاج إليها. قال له عمر بن بزيع: إني لأحسبك ممن يسعى في الأرض فساداً. قال: على من يسعى بالفساد في الأرض لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. فقال المهدي لعمر: إياك يعني. ثم أطلقه، فأقام بالربة حتى هلك.
[أبو عبد الله الراهبي]
من أهل الراهب، محلة كانت خارج دمشق قبلي مصلى العيد. أحد الزهاد. سمع يقول: ما أخلص عبد قط إلا أحب أن يكون في جب لا يعرف. ومن أدخل فضلاً من الطعام، أخرج فضولاً من الكلام.