الأشراف ذلك فسمحوا له بذلك وأجابوا إليه، فلما مات وحمل تابوته من مصر إلى الحرمين، خرجت الأشراف من مكة والمدينة لتلقيه والنيابة في حمله، إلى أن حجوا به وطافوا ووقفوا بعرفة، ثم ردوه إلى المدينة ودفنوه في الدار التي أعدها لذلك.
ولد أبو الفضل جعفر بن الفرات في ذي الحجة سنة ثمان وثلاث مائة وتوفي قيل: سنة تسعين. قالوا: وهو الصحيح، وقيل: توفي سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة.
[جعفر بن محمد بن أحمد بن حماد]
ابن صبيح بن زياد التميمي والد الفضل بن جعفر روى عن محمود بن خالد بسنده عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ".
وفي رواية عن أبي أمامة أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:" إنه لا يلبس الحرير في الدنيا إلا من لا خلاق له في الآخرة ".
[جعفر بن محمد بن بكر أبو العباس البالسي]
روى عن الحكم بن موسى بسنده عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من صدور الرجال، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالماً، اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ".
وروى عن هشام بن عمار بسنده عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم طعاماً على شهوة أبداً، ولا شربتم شراباً على شهوة أبداً، ولا دخلتم بيتاً تستظلون به، ولمررتم إلى الصعدات تكدمون صدوركم وتبكون على أنفسكم ". ثم قال حين حدث بهذا الحديث:" لوددت أني شجرة أعضد في كل عام فأوكل ".