لثابت البناني، وقلت للأخرى: وأنت؟ قالت: لعبد الواحد، وقلت للأخرى: وأنت؟ فقالت: لعتبة، وقلت للأخرى، فقالت: لفرقد. حتى بقيت واحدة. فقلت: لمن أنت؟ فقالت: أنا لمن لا يبرد الماء لإفطاره! فقلت لها: إن كنت صادقة، فاكسري الكوز. فقلبت الكوز، ووقع من الكوة، وانتبهت بكسر الكوز من منامي.
روى أبو محمد بن الأكفاني عن أبي محمد الكتاني قال: توفي شيخنا أبو الفرج بن المعلم صاحب الكهف، وكان شيخاً صالحاً عابداً مجاب الدعوة، لتسع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وربع مئة. وقيل: سنة ثلاث عشرة، وقيل: سنة إحدى عشرة. وقبره بالكهف، على رأسه بلاطة مذكور فيها اسمه.
[محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عمير]
أبو العباس الكناني اليافوني من أهل يافا. سمع بدمشق.
روى عن صفوان بن صالح، بسنده إلى أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي، أو شفاعتي، فاخترت شفاعتي، ورجوت أن يكون أعم لأمتي. ولولا الذي سبقني إليه العبد الصالح، لعجلت دعوتي؛ إن الله لما فرج عن إسحاق كرب الذبح، قيل له: يا أبا إسحاق، سل، تعطه. قال: أما والله لا تعجلتها قبل نزغات الشيطان. اللهم من مات لا يشرك بك شيئاً وأحسن، فاغفر له، وأدخله الجنة ".