سبحان الله، أو ما بلغك خبره؟ قال: لا؟. قال: لقد خرجت عليه مرة من مصر، فقفز بي قفزة إلى فلسطين، والثانية إلى الأردن، والثالثة إلى دمشق. فقال له أبو عبد الرحمن: تقدم إلى أهلك يدفنوه معك في قبرك، فلعله يقفز بك الصراط.
مات عبد الرحيم القزاز سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
[عبد الرحيم بن محمد بن علي]
ويقال: عبد الرحيم بن محمد بن شعيب بن صالح بن حنظلة أبو محمد الأنصاري الداراني المؤذن من ولد حنظلة الغسيل حكى عنه ابنه أبو القاسم عبد العزيز أنه قال: رأيت الوليد بن مسلم شيخاً أبيض الوجه، وكان كثير الصلاة.
حكى أبو هاشم محمد بن عبد الأعلى بن عليك الإمام قال: هيأ ابن الأجدع طعاماً، ودعا قاسم الجوعي، وأحمد بن أبي الحواري، وعبد الرحيم المؤذن على أنهم يصلون العتمة ويجيئون إلى عنده. فصلوا، وخرجوا. فلما صاروا عند دار ابن أبي الفاتك قال أحمد بن أبي الحواري لعبد الرحيم المؤذن: اذكر لنا شيئاً قبل أن ندخل، فأنشأ يقول: من الطويل
علامة صدق المستخصين بالحب ... بلوغهم المجهود في طاعة الرب
وتحصيل طيب القوت من مجتنائه ... وإن كان ذاك القوت في مرتقى صعب
فضرب أحمد بن أبي الحواري إلى عارض عبد الرحيم بيده، وقال: مر به كذا وكذا لئن برحت لأتبعنها. فلم يزل يردد الكلام وهو قيام حتى أذن مؤذن الفجر، ورجعوا إلى المسجد.
سئل عبد الرحيم بدمشق عن سنه، فقال: لي مائة وثماني عشرة سنة.