قال الجاحظ: لم أر كثلاثة رجال يبذون الناس في مذاهبهم، فإذا رأوا ثلاثة رجال انخزلوا وذابوا كما يذوب الرصاص في النار؛ هشام بن محمد السائب الكلبي كان علامه نسابة فإذا رأى الهيثم بن عدي انخزل وانقطع؛ وعلي بن الهيثم كان مفقعانياً صاحب تقعير في الكلام فإذا رأى موسى الضبي انقطع وذهب؛ وعلوية المغني كان مجيداً فيالغناء فإذا رأى مخارقاً سكت وانقطع.
ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق؛ أن مخارقاً مات في شهر ربع الآخر سنة إحدى وثلاثين ومئتين، بسر من رأى.
[مختار بن فلفل]
مولى عمرو بن حريث القرشي الكوفي وفد على عمر بن عبد العزيز رسولاً من عامله على الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن.
عن عبد الله بن إدريس، قال: سمعت مختار بن فلفل، وكان من أرق محدث يحدث، وكان يحدث وعيناه تدمعان، قال: سمعته يذكر عن أنس، قال: قال رجل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا خير البررية. قال:" ذاك إبراهيم عليه السلام ".
عن المختار بن فلفل، قال: بعثني عبد الحميد بن عبد الرحمن بفلوس قد ضربها، فيها: أمر الأمير عبد الحميد بالوفاء والعدل. فلما قرأها عمر بن عبد العزيز قال: اكسروا هذه الفلوس، واكتبوا: أمر الله بالوفاء والعدل.