بيدك، ولا تصدها بشبكة، فكلها ولا تشوها، فإذا قدمت على الله لم يكن لله عليك فيها تبعة يسألك عنها، فما ألزمك من ذلك فخذ به الشعبي. فانطلق الرجل. وهرب الشعبي من الحجاج، فأخذ يدور في البلاد، فبينا هو بساحل البحر بعد اثنتي عشرة سنة رأى ذلك الرجل عليه مدرعة من حصر، وسمكة موضوعة في الشمس. فقال له الشعبي: أتعرفني؟ قال: نعم. قال: من أنا؟ قال: أنت الذي ترشد الناس، وتضل نفسك. قال: فبكى الشعبي.
[أبو عبد الله الدمشقي]
قال أبو عبد الله: قال عيسى بن مريم عليه السلام: الدهر ثلاثة أيام: أمس خلت عظته، واليوم الذي أنت فيه لك، وغداً لا تدري ما يكون. قال: وكان يقول: طوبى لمن كان قيله تذكراً، وصمته تفكراً، ونظره عبراً.
[أبو عبد الله الدمشقي]
قال إبراهيم بن أدهم: من دعا لمن ظلمه فرق الشيطان من ظله، ومن أحسن لمن أساء إليه، فبه تقوم الأرض، ومن كان ذا عز وتواضع فقد علم عظمة الله. وفي حديث: فقد عظم عظمة الله.
[أبو عبد الله بن عبد الله]
ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الهاشمي كان بأرض البلقاء، وكان عابداً مجتهداً، زاهداً ليست له زوجة ولا ولد ولا مملوك. وأمه امرأة من تميم، فكان ينسب إلى بني تميم. فسعي به إلى إبراهيم بن صالح وهو على