للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شيخ]

حدث عن الأوزاعي أنه أقبل حتى نزل بأخ له، فحضر العشاء ووضع المائدة، ويد الأوزاعي تتناول، فقال الرجل: تعذرنا يا أبا عمرو، جئتنا في وقت ضيق. فرد يده في كمه، وأبى. فقال الرجل: والله ما اتخذت بعدك مالاً إلا المورث الذي تعرف، ما ذنبي؟ قال: لم أكن لأصيب طعاماً قل شكر الله عليه، أو كفرت نعمة الله عليه.

[رجل من أهل العلم]

قال: جاء كتاب من الخليفة إلى محمد بن إبراهيم، وكان على الموسم: ابعث إلي سفيان الثوري فقال له: يا أبا عبد الله، هذا كتاب أمير المؤمنين. قال: فمه؟ قال: كتب إلينا أن نبعث بك إليه. قال: السمع والطاعة. فقال للرسول: هذا سفيان بن سعيد وها هو يجيء معك، وأنت أعلم. فخرج سفيان إلى الرسول وعليه إزاران متزر بأحدهما، والآخر على كتفه. فلما بلغ الباب، قال للرسول: أعلم الأمير. فرجع معه. قال: رحمك الله، من ها هنا إلى العراق بغير نفقة؟ قال: يا أبا عبد الله، وتريد نفقة؟ قال: نعم. قال: يا غلام، هات كيساً. فجاء بكيس فيه ألف دينار قال: يا أبا عبد الله، إن أردت زدناك. قال: لا، في هذا بلاغ. فأخذ الكيس وخرج، فلما كان في بعض الطريق والرسول يذهب به إلى دار البريد مروا بخربة، فلف سفيان الكيس في إزاره، ووضعه على باب الخربة، وقال للرسول: أبصر هذا حتى أبول، ودخل فأقام الرسول ما شاء الله، فلما لم يره حمل الإزار ودخل فلم ير شيئاً، فحمل الإزار ومضى إلى محمد بن إبراهيم، فلما رآه ضحك. قال: ويلك مالك؟ قال: خدعني وقص عليه القصة فقال له: ويلك، ولم تركته؟ قال: لم أظن أنه يذهب عريان، ويدع الكيس. قال: ثكلتك أمك، إني أحسب لو كان جميع ما يملكه تركه.

<<  <  ج: ص:  >  >>