وأخرج منها ثم لقيه جيش السلطان بظاهر الكوفة بعد دخوله إليها وخروجه عنها فهزمهم، وأخذ ما كان معهم من السلاح والعدة فقوي بها، وعظم أمره في النفوس وأجلبت معه كلب وأسد وكان يدعى السيد.
ثم سير إليه السلطان جيشاً عظيماً فلقوه بذي قار بين البصرة والكوفة في العراض، فهزم وأسر جريحاً ثم مات. وكان أخذه أسيراً يوم الأحد لثمان بقين من ربيع الأول سنة أربع وتسعين بعد أن أسر فقدم به إلى بغداد مشهوراً في ربيع الأول وشهرت الشمسة بين يديه ليعلم الناس أنها قد استرجعت وطيف به ببغداد، وقيل إنه خرج يطلب بثأر ابنه المقتول على الدكة.
ومن شعره في الفخر: من مجزوء الكامل
سبقت يدي يده بضر ... بة هاشمي المحتد
وأنا ابن أحمد لم أقل ... كذباً ولم أتزيد
من خوف بأسي قال بد ... رٌ ليتني لم أولد
يعني بدر الحمامي الطولوني أمير دمشق.
[أحمد بن عبد الله بن مرزوق]
أبو العباس الأصبهاني الدستجردي قدم دمشق، وحدث بها سنة سبع وأربعين وخمس مئة.
قال الحافظ: كان يروي كتاب الترغيب والترهيب، فجلست معه لما شرع في التحديث به حرصاً مني على معارضة نسختي مرة ثانية، فكان إذا أخطأ في قراءته رددت عليه، فيشق عليه. ولقد جاء في نسخته حديث من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة،