وأنشد ثعلب عن ابن الأعرابيّ لأرطاة بن سهيّة المّريّ: من الطويل
وإني لقوّام لدى الضّيف موهناً ... إذا غدر السير النجيل المواكل
دعا فأجابته كلاب كثيرة ... على ثقة منّي بأني فاعل
وما دون ضيفي من تلاد تحوزه ... لي النّفس إلاّ أن تصان الحلائل
[أرطاة بن المنذر بن الأسود بن ثابت]
أبو عديّ السّكوني الحمصيّ حدّث عن جماعة وحدّث عنه جماعة.
روى عن غيلان بن معشر، قال: سمعت أبا أمامة الباهليّ يقول: لقد توفي رجل على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يجدوا له كفناً، فقالوا: يا نبيّ الله، إنّا لم نجد له كفتناً؛ قال:" التمسوا في مئزره " فوجدوا دينارين، فقال النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" كيتّان، صلّوا على صاحبكم ".
وعن ضمرة بن حبيب، قال: سمعت سلمة بن نفيل يقول: كنّا جلوساً عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ قال قائل: يا رسول الله، هل أتيت بطعام من السّماء؟ قال: نعم قال: وبماذا؟ قال: بمسخنة قال: فهل كان فيها فضل؟ قال: نعم قال: فما فعل به؟ قال: رفع، وهو يوحي إليّ أني مكفوت غير لابث فيكم، ولستم بلابثين بعدي إلاّ قليلاً، بل تلبثون حتى تقولوا: متى، وتأتون أفناداً يتبع بعضكم بعضاً، وبين يدي السّاعة موتان شديد، وبعده سنوات الزّلازل.
قال أرطاة: لمّا فرض لي عمر بن عبد العزيز في جبلة، قال: يا فتى، إني أحدّثك بحديث كان عندنا من المخزون: إذا توضأت عند البحر، فالتفت إليه وقل: يا واسع المغفرة اغفر لي، فإنه لا يرتّد إليك طرفك حتى يغفر الله ذنوبك.