واسم أبي ليلى ميسرة ويقال: سابور أبو القاسم الكوفي المعروف بالراوية مولى بني بكر بن وائل وفد على يزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد، وكان إخبارياً واسع الرواية.
قال علي بن محمد بن أبي سيف المدائني: ومن أهل الكوفة ثلاثة نفر من بكر بن وائل أئمة: أبو حنيفة في الفقه، وحمزة الزيات في القراءة، وحماد الراوية في الشعر.
قال حماد الراوية: كان انقطاعي إلى يزيد بن عبد الملك، وكان هشام يقليني على ذلك، فلما ولي هشام مكثت سنة لا أخرج، فلما لم أذكر خرجت فصليت الجمعة، وجلست على باب الفيل وهو باب مسجد الكوفة، فإذا شرطيان قد وقفا علي فقالا لي: يا حماد أجب الأمير يوسف بن عمر فقلت: من هذا كنت أحذر، ثم قلت لهما: هل لكما أن تدعاني آتي أهلي فأودعهم وداع من لا يرجع إليهم أبداً ثم أصير معكما؟ قالا: ما إلى ذلك سبيل، فاستبسلت في أيديهم، ودخلت على يوسف بن عمر في الإيوان الأحمر فسلمت عليه فرد علي السلام، فطابت نفسي برده علي السلام، ثم رمى إلي بكتاب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم: من هشام أمير المؤمنين إلى يوسف بن عمر، إذا أتاك كتابي هذا، فابعث إلى حماد الراوية من يأتيك به غير مروع ولا متعتع، وادفع إليه خمس مئة دينار وجملاً مهرياً يسير عليه اثنتي عشرة ليلة إلى دمشق.