للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي دعاهم إلى البدعة التي ركبوا -: يا قوم، ألستم تعلمون أني دعوتكم إلى هذا الأمر وأنا رأسكم اليوم فيه؟ قالوا: بلى قال: فإني أول من أطاع، فإن هذا واعظ شفيق على الدين، فقاموا معه قريب من خمس مئة ودخلوا في جماعة أمر علي وبقي قريب من خمسة آلاف فقاتلهم وقاتلوه حتى أبادهم، اعتزل منهم أهل النخيلة، وهم قريب من ألف رجل، فأقرهم علي، يأخذون أعطيتهم لا يزيدون عليها من كل مال مر بهم، ولا يبتزون أحداً ولا يقطعون سبيلاً. وقال علي: ذروهم ما تركركم. فلم يزالوا كذلك حتى قتل علي عليه السلام.

[عبد الله بن الأهتم واسم الأهتم سمي]

ابن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، أبو معمر المنقري.

وفد على سليمان بن عبد الملك رسولاً من يزيد بن المهلب.

قال خالد بن معدان: دخل عبد الله بن الأهتم على عمر بن عبد العزيز مع العامة فلم يفجأ عمر إلا وهو بين يديه يتكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد. فإن الله خلق الخلق غنياً عن طاعتهم آمناً لمعصيتهم، والناس يومئذ في المنازل، والرأي مختلفون، والعرب بشر تلك المنازل، أهل الحجر وأهل الوبر وأهل الدبر تحتاز دونهم طيبات الدنيا ورخاء عيشها، لا يسألون الله جماعة، ولا يتلون كتاباً، ميتهم في النار، وحيهم أعمى يحشر مع ما لا يحصى من المرغوب عنه والمزهود فيه. فلما أن أراد الله أن ينشر عليهم رحمته بعث إليهم رسولاً من أنفسهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورحمة الله وبركاته فلم يمنعهم ذلك أن جرحوه في جسمه، ولقبوه في اسمه، ومعه كتاب من الله ناطق لا يقدم إلا بأمره، ولا يرحل إلا بإذنه. فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>