عن وهب بن منبه قال: لما أري إبراهيم ملكوت السموات والأرض لم يسأل إلا عن غوطة دمشق وعن جنتي سبأ.
كان الرشيد يقول: الدنيا أربعة منازل، قد نزلت ثلاثة منها: أحدها الرقة، والآخر دمشق، والآخر الري في وسط نهر وعلى جنتيه أشجار ملتفة متصلة وفيما بينها سوق، والمنزل الرابع سمرقند، وهو الذي بقي علي لم أنزله، وأرجو ألا يحول الحول في هذا الوقت حتى أحل به.
فما كان بين هذا وبين أن توفي إلا أربعة أشهر فقط.
قال أحمد بن الخير الوراق الدمشقي: لم تزل ملوك بني العباس تخف إلى دمشق طلباً للصحة وحسن المنظر، منهم المأمون فإن أقام بها، وأجري إليها قناة من نهر منين في سفح جبلها إلى معسكر بدير مران وبنى القبلة التي بأعلى دير مران وصيرها مرقباً يوقد في أعلاها النار لكي ينظر إلى ما في معسكره إذا جن عليه الليل، وكان ضوؤها وضياؤها يبلغ إلى ثنية العقاب وإلى جبل الثلج.
وعن الفضل بن مروان أن المأمون صار إلى دمشق وهو رقيق فغلظ وأخذ بعض اللحم، وكان أكله قبل ذلك