ابن درهم أبو سعيد بن الأعرابي البصري نزيل مكة سمع بدمشق، وبالرملة، وبمصر.
حدث بمكة في سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة عن الزعفراني بسنده عن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع الولاء وعن هبته.
وحدث بسنده عن أبي قصي إسماعيل بن محمد العذري بدمشق عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أتى الجمعة فليغتسل.
كان أبو سعيد بن الأعرابي بصري الأصل، سكن مكة، ومات بها. وكان شيخ الحرم في وقته، صحب الجنيد وغيره، وصنف كتباً من شرف الفقر وغيره. وكتب الحديث الكثير ورواه. وكان يتفقه، ويميل إلى مذهب الحديث والظاهر.
قال ابن الأعرابي: أخسر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله وبارز بالقبيح من هو أقرب غليه من حبل الوريد.
وكان ثقة. أثنى عليه كل من لقيه من أصحابه.
حدث ابن الأعرابي في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة في مسجده بمكة أن الله عز وجل جعل نعمته سبباً لمعرفته، وتوفيقه سبباً لطاعته، وعصمته سبباً لاجتناب معصيته، ورحمته سبباً للتوبة، والتوبة سبباً لمغفرته والدنو منه.
وسئل أبو سعيد هذا عن أخلاق الفقراء فقال: أخلاق الفقراء السكون عند الفقر، والاضطراب عند الوجود، والأنس بالهموم، والوحشة عند الأفراح.
مات أبو سعيد بن الأعرابي سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة أو سنة أربعين.