توفي هشام سنة خمس وأربعين ومئتين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
[هشام بن الغاز بن ربيعة أبو العباس]
ويقال: أبو عبد الله - الجرشي دمشقي.
حدث عن نافع ابن عمر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فيها، فقال للناس: أي يوم هذا؟ قالوا: هذا يوم النحر، قال: فأي بلد هذا؟ قالوا: هذا البلد بلد حرام، قال: فأي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: هذا يوم الحج الأكبر، دماؤكم، وأموالكم، وأعراضكم عليكم حرام كحرمة هذا البلد في هذا اليوم، ثم قال: هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: فطفق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: اللهم، اشهد، ثم ودع الناس، فقالوا: هذه حجة الوداع.
وحدث هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر، أنه أقرع لابنه أبي عبيد وهي امرأته، فسار مسيرة ليلتين في ليلة. فلما غربت الشمس قلنا: الصلاة، أصلحك الله، فسكت، فتركناه، وقلنا: هو أعلم. فلما اشتبكت النجوم نزل فصلى المغرب، ثم توضأ فصلى العشاء الآخرة، ثم ركب، فقال: دعوتموني إلى صلاة المغرب، وإني سرت كما سار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصليت كما صلى.
قال هشام بن الغاز: كنت جالساً مع مكحول في مسجد دمشق، وسليمان بن موسى في ناس ناحية، فسئل سليمان: أتقتل النصرانية المسلمة؟ فقال: لا، فقال بعض جلسائه: بلى، فالتفت إلى مكحول فقال: ألا تسمع ما يقول هؤلاء؟ يقولون: إن النصرانية تقتل المسلمة، فما