حدث حوشب بن سيف قال: غزا الناس في زمان معاوية وعليهم عبد الرحمن بن خالد فغل رجل من المسلمين مئة دينار رومية. فلما قفل الجيش قدم الرجل فأتى عبد الرحمن بن خالد فأخبره خبره وسأله أن يقبلها منه. فأبى وقال: قد تفرق الجيش فلن أقبلها منك حتى تأتي الله بها يوم القيامة، فجعل يستقرئ أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقولون له مثل ذلك. فلما قدم دمشق دخل على معاوية فذكر ذلك له فقال له مثل ذلك: فخرج من عنده وهو يبكي ويسترجع، فمر بعبد الله بن الشاعر السكسكي فقال له: ما يبكيك؟ فذكر له أمره، فقال أمطيعي أنت يا عبد الله؟ قال: نعم، قال: فانطلق إلى معاوية فقل له: اقبل مني خمسك، فادفع إليه عشرين ديناراً، وانظر الثمانين الباقية فتصدق بها عن ذلك الجيش؛ فإن الله يقبل التوبة عن عباده وهو أعلم بأسمائهم ومكانهم. ففعل الرجل، فقال معاوية: لأن أكون أفتيته بها أحب إلي من كل شيء أملكه. أحسن الرجل.
[عبد الله بن شداد بن الهاد]
واسمه أسامة بن عمرو بن عبد الله بن جابر ويقال: خالد بن بشر بن عتوراة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي أبو الوليد الليثي المدني.
وفد على معاوية.
حدث عبد الله بن شداد عن علي قال: ما سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفدي أحداً بأبويه إلا سعد، فإني سمعته يوم أحد يقول: ارم فداك أبي وأمي.