زوج أحمد بن أبي الحواري. حدثت رابعة وكانت من متعبدات النساء قالت: دخلت على أخت لي عاتق تقرأ في المصحف، فقالت لي: يا أختي بلغني أن زوجك قد تزوج عليك. قلت: كان ذلك. قالت: لقد بلغني عنه عقل، فكيف رضي مع عقله بشغل قلبه عن الله بامرأتين؟ أما بلغك تفسير هذه الآية " إلا من أتى الله بقلب سليم "؟ قلت: لا. قالت: بلى، القلب السليم الذي يلقى الله وليس فيه غيره. قال أحمد بن أبي الحواري: فحدثت به أبا سليمان فقال لي: يا أحمد، لي ثلاثون سنة مذ قدمت الشام ما سمعت بحديث أرفع من هذا. والله أعلم قال عبد الله محمد بن المكرم: هذا آخر مختصر تاريخ الشام، وحكاية أخت رابعة كانت قبل هذه الترجمة بعدة أسماء، وإنما أخرتها رجاء بركة قوله تعالى " إلا من أتى الله بقلب سليم " والله تعالى لا يجعل في قلوبنا غيره، ولا يحرمنا خيره، وأن يرزقنا القدوم عليه بقلب سليم، إنه هو الرؤوف الحكيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
نجز الجزء التاسع والعشرون من مختصر تاريخ دمشق وهو آخر الكتاب علقه وما قبله عبد الله بن محمد بن المكرم بن أبي الحسن بن أحمد الأنصاري الكاتب عفا الله عنه وفرغ منه في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وست مئة الحمد لله رب العالمين كما هو أهله، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلامه وحسبنا الله ونعم الوكيل.