الله يقول:" لَيْسَ عَلى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيما طَعِمُوا إذا ما اتَّقُوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ". فكتب أبو عبيدة إلى عمر بأمرهم، فقال عبد بن الأزور: إنه قد حضر لنا عدونا فإن رأيت أن تؤخرنا إلى أن نلقى عدونا غداً، فإنِ الله أكرمنا بالشهادة كفاك ذاك، ولم يقمنا على خزاية، وإن نرجع نظرت إلى ما أمرك به صاحبك، فأمضيتَه. قال أبو عبيدة: فنعم. فلما التقى الناس قُتل عبد بن الأزور شهيداً، فرجع الكتاب، كتاب عمر: إن الذي أوقع أبا جندل في الخطيئة قد تهيأ له فيها بالحجة، فإذا أتاك كتابي هذا فأقم عليهم حدَّهم، والسلام. فدعا بهما أبو عبيدة فحدَّهما. وأبو جندل له شرف ولأبيه، فكان يحدث نفسه حتى قيل إنه قد وُسوِس. فكتب أبو عبيدة إلى عمر: أما بعد. فإني قد ضربت أبا جندل حدّه، وإنه قد حَّث نفسه حتى قد خشينا عليه أنه قد هلك. فكتب عمر إلى أبي جندل: أما بعد، فإن الذي أوقعك في الخطيئة قد خزن عليك التوبة: بسم الله الرحمن الرحيم، " حَمَ تَنْيزِلُ الكتاب مِنَ اللهِ العَزِيزِ العَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذي الطَّوْلِ لا إِلهَ إلاّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ". فلما قرأ كتابَ عمر ذهب عنه ما كان به، كأنما أُنشِط من عقال.
مات أبو جندل سنة ثمان عشرة في طاعون عمواس.
[عالي بن عثمان بن جني]
أبو سعد بن أبي الفتح البغدادي النحوي سمع بدمشق.
وحدث بصيدا عن الوزير أبي القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح بسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كاتب مملوكه على مئة وُقِيّة فأدّاها غير عشر أواقٍ فهو رقيق ".