ويقال أبو عائشة. ويقال: أبو عمر الحارثي من أهل الكوفة، وفد على يزيد بن معاوية.
حدث زياد الحارثي عن أبي هريرة قال: قال له رجل: أنت الذي تنهى الناس عن صوم يوم الجمعة؟ قال: لا ورب هذه البنية أو هذه الحرمة ما أنا نهيت عنه، محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله.
وعن أبي الأوبر قال: قال أبو هريرة: ورب هذه البنية لقد رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في نعلين حتى قضى صلاته.
قال زياد بن النضر الحارثي:
كنت صديقاً ليزيد بن معاوية قبل أن تفضي الخلافة إليه، فلما أفضت إليه أتيته فأكرمني، وأنزلني في الدار معه، فلما كان ذات يوم استحم ثم جاء يخطر في مشيته، عليه سبتية مضلعةٌ كأن جلده يقطر دماً، فما رأيت منظراً أحسن منه، فألقي له كرسي، فجلس عليه، ثم قال: يا أبا عمر قم فاستحم. ففكرت في نفسي وفي غضون جلدي فقلت: لا يراها مني أبداً، فقلت: يا أمير المؤمنين، إذا أفضت علي الماء أخذتني قشعريرة. فقال: لا عليك، يا جارية، اسقيني، قال: فأتته جارية حسناء في يدها إناء فيه شراب ما رأيت شراباً أحسن منه. قال: فشرب حتى أتى عليه، ثم قال: يا جارية، اسقي أبا عمر. قال: فقلت في نفسي: إنا لله إنا إليه راجعون، الخمر ورب الكعبة! قال: فقلت في نفسي: شربة وأتوب. قال: فجاءتني بالقدح، فشربت، فوالله ما سلسلت شراباً قط مثله. قال: فلما فرغت قال: أبا عمر، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: أتدري ما هذا الشراب؟ قلت: لا والله إلا أني لم أسلسل شراباً مثله. قال: هذا رمان حلوان، بعسل أصبهان، بزبيب الطائف، بسكر الأهواز، بماء بردى.