أبو يعلى، ثم نقل إلى مشهد أبيه في سكة حرب؛ وكان مولده سنة ثلاث وسبعين وثلاثمئة، وكان وقت وفاته طاعناً في سبع وسبعين من سنه.
وقال أبو الحسن عبد الغافر: ومن أحسن ما قيل فيه ما كتبته بهراة للإمام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي البوسنجي: من الكامل
أودى الإمام الحبر إسماعيل ... لهفي عليه فليس منه بديل
بكت السما والأرض يوم وفاته ... وبكى عليه الوحي والتنزيل
والشمس والقمر المنير تناوحا ... حزناً عليه وللنجوم عويل
والأرض خاشعة تبكي شجوها ... ويلي تولول: أين إسماعيل؟
أين الإمام الفرد في آدابه؟ ... ما إن له في العالمين عديل
لا تخدعنك مني الحياة فإنها ... تلهي وتنسي والمنى تضليل
وتأهبن للموت قبل نزوله ... فالموت حتم البقاء قليل
[إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبيد]
ابن نفيع العنسي روى عن أبيه، أنه كان في مسجد الكوفة ينتظر ركوع الضحى، ويمتع النهار، إذ أجفل الناس من ناحية المسجد، فأجفلت فيمن أجفل، فإذا برجل عليه إزار له وملاءة، وهو يقول: أنا مصعب بن سعد بن أبي وقاص، سمعت أبي يأثر عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:" أربع من كن فيه فهو مؤمن، ومن جاء بثلاث وكتم واحدة فقد كفر: شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأنه مبعوث من بعد الموت، وإيمان بالقدر خيره وشره، فمن جاء بثلاثة وكتم واحدة فقد كفر ".