السلطان، فقال له: ويحك حدِّث، فإنه بلغني أن أهل الجنة يحتاجون إلى العلماء في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا، فيأتيهم الرسول من قبل ربهم عزّ وجلّ فيقول: سلوا ربكم، فيقولون: قد أعطانا ما سألنا، وما لم نسأل. فيقول لهم: سلوا ربكم، فيقولون: ما ندري ما نسأل، فيقول: لهم: سلوا ربكم، فيقول بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى العلماء الذين كانوا إذا أشكل علينا في الدنيا شيء أتيناهم ففتحوا علينا، فيأتون العلماء فيقولون: إنه قد أتانا رسول الله من ربنا عزّ وجلّ يأمرنا أن نسال، فما ندري ما نسأله، فيفتح الله عزّ وجلّ على العلماء فيقولون لهم: سلوا كذا، سلوا كذا، فيسألون فيُعطَون. فحدِّث فلعلك أن تكون منهم. فأتيناه فحدثنا.
ولد صفوان بن صالح الثقفي سنة ثمان أو تسع وستين ومئة. وتوفي سنة سبع وثلاثين ومئتين. وقيل: سنة ثمان وثلاثين. وقيل: سنة تسع وثلاثين ومئتين.
[صفوان بن عبد الله الأكبر]
ابن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة القرشي الجمحي المكي قدم دمشق زائراً لأبي الدرداء. وكانت الدرداء بنت أبي الدرداء زوجته. وأمه حقه بنت وهب بن أمية بن أبي الصلت الشاعر الثففي.
قال صفوان: قدمت الشام، فأتيت أبا الدرداء فلم أجده، ووجدت أم الدرداء، فقالت: أتريد الحج العام؟ قلت: نعم. قالت: ادع الله لنا بخير، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول:" دعاء المسلم مستجاب لأخيه، بظهر الغيب ملك موكل كلما دعا بخير قال الملك: آمين. ولك مثل ذلك ". قال: فخرجت فألقى أبا الدرداء في السوق، فقال مثلما قالت أم الدرداء. يأثُره عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.