مجلس الوالي أبي ليلى الحارث بن عبد العزيز، وأقاموا عليه الشهادة، فأمر الوالي أبو ليلى بضرب عنقه، فاتصل الخبر بمحمد بن عبد الله بن الحسن فحضر الوالي أبا ليلى وجرح الشهود وقدم في شهادتهم، وأخذ بيد عبد الله بن أبي داود فأخرجه وخلصه من القتل. وكان عبد الله بن أبي داود يدعو لمحمد بن عبد الله طول حياته، ويدعو على الذين شهدوا عليه، فاستجيب له فيهم، وأصابت كل واحد منهم دعوته، فمنهم من احترق، ومنهم من خلط وفقد عقله. وقد روي عنه أنه تبرأ من ذلك. وكان يقول: كل من بيني وبينه شيء أو ذكرني بشيء فهو في حل إلا من رماني ببغض علي بن أبي طالب.
لما توفي عبد الله بن سليمان صلى عليه مطلب الهاشمي ثم أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، ثم صلي عليه ثمانين مرة حتى أنفذ المقتدر بنازوك، فخلصوا جنازته ودفنوه. ومات وهو ابن سبع وثمانين سنة. وصلى عليه زهاء ثلاث مئة ألف إنسان وأكثر، وصلي عليه في أربعة مواضع، رحمه الله.
[عبد الله بن سليمان بن يوسف]
ابن يعقوب بن الحكم بن المنذر بن الجارود أبو محمد العبدي البعلبكي ويقال: البغدادي حدث عن أبي إسحاق الفزاري بسنده إلى عبد الله قال:
كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في صلاة الصبح " ألم تنزيل " و" تبارك ".
وبه عن عبد الله بن مسعود عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن لله ملائكةً سياحين في الأرض، يبلغوني عن أمتي السلام.
وحدث عن الليث بن سعد بسنده عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ".