ذلك الوادي، طويل أهلب، لم ير مثله أوثق خلقاً، فنزاها؛ وبادر ليطرده عنها، وكره عقاقها وهو في سفر، فلم يلحقه حتى نزل عنها وقد اشتملت على الأشقر.
وقدم ابن ناعمة على الناس بالشام، فأقام معهم في محاربة الروم حتى وضعت فرسه الأشقر في يوم هزيمة، وجد في الطلب، فلم يزل يركض مع أمه يومه، ما تفوته حتى منعه الليل من الطلب، ثم دخل ابن ناعمة مصر فسبق الناس به.
فكانوا يظنون أن أباه شيطان.
[مالك بن نافرة]
ويقال: ابن ناشرة الجذامي ختن فروة بن نفاثة الجذامي، كان بمعان من أرض البلقاء. وسمع عثمان ومعاوية، وقدم عليه.
عن مالك بن النافرة، وكان رجلاً من جذام يسكن معان وما يليها، قال: كنت جالساً مع امرأتي، فدخل علي ابن عم لي وفي يده سواك يستن به، فأخذه فوضعه، فأخذته فاستنت به، فعرفت أنهما لم يصنعا ذلك إلا لميعاد بينهما، فقلت لها: جهزيني فإني أريد أن أنطلق إلى كذا وكذا؛ فقامت مسرعة فجهزتني، ثم أحقبت بعيري وتقلدت سيفي، ثم ركبت حتى أتيت وادياً، فأنخت فيه، ثم كمنت، حتى إذا كان الليل واختلط الظلام عقلت بعيري وتقلدت سيفي ثم أقبلت.
قال: وفي ظهر بيتي كوة ضخمة يدخل منها الرجل، فقمت تحت الكوة، فإذا في