فقلت: بأبي وأمي تعش، فقال لأصحابه: " كلوا بسم الله ".
فأكل هو وأصحابه الذين جاؤوا معه، ومن كان حاضراً من أهل الدار.
والذي نفسي بيده لرأيت بعض العرق لم يتعرقه وعامة الخبز، وإن القوم أربعون رجلاً، ثم شرب ما عندي في شجب، ثم انصرف، فأخذت ذلك الشجب فذهبت فطويته نسقي فيه المريض ونشرب منه في الحين رجاء البركة.
الشجب: القربة تخرز من أسفلها ويقطع رأسها إذا خلقت، شبه الدلو العظيم.
[أسماء امرأة كانت في عصر أم الدرداء]
حكى أبو عبد رب الزاهد قال:
أمرتني أم الدرداء أن أبيع لها جارية، فبعتها من امرأة يقال لها أسماء، فلم تلبث أن أصابها طاعون، فقلت لأم الدرداء: إن الجارية أصابها طاعون فهلكت، فقالت: لا تأخذ من ثمنها شيئاً، فلقيتها فأخبرتها، فقالت: الله! إن كانت أم الدرداء غنية تريد أن تكون أولى بالأجر مني لا أفعل، فما زلت أمشي بينهما حتى أصلحت بينهما على النصف من الثمن.
[آمنة ويقال أمة بنت سعيد بن العاص]
ابن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، كانت زوج خالد بن يزيد بن معاوية، فطلقها، فتزوجها الوليد بن عبد الملك، وفيها يقول خالد: " من الطويل "
كعابٌ أبوها ذو العصابة وابنه ... وعثمان ما اكفاؤها بكثير
فإن تفتلتها والخلافة تنقلب ... بأكرم علقى منبرٍ وسرير
قال الهيثم بن عدي: كانت ابنة سعيد بن العاص تحت الوليد بن عبد الملك.
فمات عبد الملك فلم تبك عليه.
فقال لها الوليد: ما يمنعك من البكاء على أمير المؤمنين؟ قالت: وما أقول له إلا أن