الا ربما ضاق الفضاءُ بأهلهِ ... وأمكنَ من بين الأسنة مخرج
قال صالح بن جناح: اعتبر ما لم تره من الأشياء بما قد رأيته، ولم تسمعه بما قد سمعته، وما لم يصبك بما قد أصابك، وما بقي من عمرك بما قد مضى وما لم يبل منك بما قد بلي واعلم " مجزوء الرمل "
إنما أنت نهارٌ ... ضوؤه ضوء معارُ
بينما غصنك غضٌّ ... ناضرٌ فيه اخضرارُ
إذ رماه زمناه ... فإذا فيه اصفرارُ
وكذاك الليلُ يأتي ... ثم يمحوه النهارُ
فهذه صفتها، وما لا أصف أدهى وأمر. فما أصنع بأمرٍ إذا أقبل غر، وإذا أدبر ضر، وأنشد:" الطويل "
نموت وننسى غير أن ذنوبنا ... إذا نحن متنا لا تموت ولا تُنسى
ألا ربّ ذي عينين لا تنفعانه ... وهل تنفع العينان من قلبه أعمى؟
[صالح بن رستم أبو عبد السلام]
مولى بني هاشم، من أهل دمشق.
حدث شيخ يكنى أبا عبد السلام عن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قال قائل: يا رسول الله، ومن قلة نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم كثير، ولكنكم غُثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدوركم المهابَة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. قال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؛ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ".