للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمكنني الله منك لأفعلن، فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار، فرأيت فرجة بين الرئتين والساقين، فحملت عليه، فطعنته في ركبته، فوقع، فقتلته.

حدث عثمان بن أبي العاتكة: أن رومياً جاء معاوية بن أبي سفيان، فقال له: أشبب لك ناراً بالنفط وغيره تحرق بها عدوك من الروم في البحر، فقال معاوية: لا أكون أول من حرق بها، وعذب بعذاب الله، ولم يقبل منه ما عرض عليه، فهرب إلى طاغية الروم، فشبها له، ولقيت به سفنهم سفن المسلمين، فرموهم، وحرقوهم، فقال معاوية: أما إذا فعلوا فافعلوا، فغزى المسلمون بها، فكانوا يترامون بها في طياجن، فبينا رومي يرمي سفينة أبي الغادية المزني في طيجن رماه أبو الغادية بسهم، فقتله، وخر الطيجن على سفينتهم، فاحترقت بأهلها ثلاثمائة. فكانوا يقولون: رمية سهم أبي الغادية قتلت ثلاثمائة مقاتل.

[يساف بن شريح اليشكري]

قدم مع عبيد الله بن زياد دمشق.

قال يساف بن شريح: لما خرج عبيد الله بن زياد من البصرة شيعته، فقال: قد مللت الخف، فأبغوني ذا حافر، فركب حماراً وتفرد وفي رواية: قد ثقل علي ركوب الإبل، فوطئوا لي على ذي حافر، فألقيت له قطيفة على حمار، فركبه، وإن رجليه لتكادان تخطان في الأرض فإنه ليسير أمامي إذ سكت سكتةً، فأبطأتها، فقلت في نفسي: هذا عبيد الله، أمير العراق أمس نائم الساعة على حمار، لو سقط منه لأبغضك قومك. فدنوت منه، فقلت: أنائم أنت؟ قال: لا، قلت: فما أسكتك؟ قال: كنت أحدث نفسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>