حالي؟ وأنا بين خصال موجعات، بكائي منهن، أربعة: حب عيني النظر، ولساني الفضول، وقلبي الرئاسة، وإجابتي لإبليس عدو الله فيما يكره الله مني، وأمرضني مثلها عين لا تبكي الذنوب المبيتة، وقلب لا يخشع عند الموعظة، وعقل رهن فهمه إلى محبة الدنيا، ومعرفة كلما قلبتها وجدني الله عز وجل أجهل، وضناي من مثلها، عدمت خير زاد، وهو التقوى، وعدمت خير خصال الإيمان، وهو الحياء، وبعت أيامي بمحبة الدنيا، وتضييعي قلباً لا أقتني مثله أبداً.
[الوليد بن عتبة بن صخر بن حرب]
ابن أمية الأموي بن أخي معاوية بن أبي سفيان ولي المدينة لعمه معاوية، ولابن عمه يزيد، وكان جواداً حليماً.
وكان بدمشق لما بايع الضحاك لابن الزبير، وأنكر ذلك؛ فحبسه الضحاك.
قال الوليد بن عتبة: أسر إلي معاوية حديثاً، فأتيت أبي، فقلت: يا أبه، إن أمير المؤمنين أسر إلي أمراً، ولا أراه يطوي عليك، أفلا أخبرك به؟ قال: لا، إنه من كتم سره كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه، فلا تكونن مملوكاً بعد أن كنت مالكاً.
فقال: يا أبه، وإن هذا ليدخل بين الرجل وأبيه؟ قال: لا، ولكن أكره أن تذلل لسانك بأحاديث السر.
قال: فدخلت على معاوية فأخبرته ما جرى بيني وبين أبي. فقال لي: ويحك يا وليد! أعتقك أخي من رق الخطأ.
قال عمرو بن العاص: لله در أمية، ما أجمع قلوبهم، وأوسع حلومهم! لشهدت معاوية دخل عليه الوليد بن عتبة وهو غلام حدث، فقلت: يا أمير المؤمنين لأفرن ابن أخيك عن عقله.