للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومضى صديقي التاجر إلى الهاشمي فسأله القرض فأخرج الهاشمي إليه الكيس، فلما رأى خاتمة عرفه وانصرف إلي فخبرني بالأمر، وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول: إنما تأخر رسولي عنك لشغلي بحاجات أمير المؤمنين؛ فركبت إليه فأخبرته خبر الكيس، فقال: يا غلام هات تلك الدنانير، فجاءه بعشرة آلاف دينار، فقال: خذ ألفي دينار لك، وألفين لصديقك التاجر، وألفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك فإنها أكرمكم.

قال الواقدي: صار إلي من السلطان ست مئة ألف درهم ما وجبت علي فيها الزكاة.

قال عباس الدوري: مات الواقدي وهو على القضاء وليس به له كفن فبعث المأمون بأكفانه.

وتوفي الواقدي سنة ست ومئتين وقيل: سنة سبعٍ وله ثمانٍ وسبعون سنة، وهو على القضاء في الجانب الغربي ببغداد، ووصى إلي عبد الله بن هارون أمير المؤمنين فقبل وصيته وقضى دينه.

[محمد بن عمر التميمي]

أهديت إلى عبد الملك جاريةٌ وعنده محمد بن عمر التميمي، وكان له بصرٌ بالرقيق فقال له عبد الملك: كيف تراها؟ فقال: من الوافر

أرى وجهاً سيقتلني سقاماً ... ففرج كربة الرجل السقيم

وهبها لي فداك أبي وأمي ... فمثلك جاد بالأمر العظيم

فأجابه عبد الملك: من الوافر

لبئس المستشار أخو تميمٍ ... وبئس الحي حي بني تميم

أأقطع لذتي وتقر عيناً ... لقد لججت في أمر جسيم

<<  <  ج: ص:  >  >>