ولأقضين من حقه، فأتاه فسلم عليه وقال له: أتاني أصحابك زلم تأتني، فأجبت أن آتيك وأقضي من حقك، فقال له أبو الدرداء: ما كنت قط أصغر في عين الله ولا في عيني منك اليوم، إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرنا أن تنغير عليكم إذا تغيرتم.
لما مرض عبد الله بن عامر مرضه الذي مات فيه دخل عليه أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهم ابن عمر قال: ما ترون في حالي؟ فقالوا: ما نشك لك في النجاة، قد كنت تقري الضيف وتعطي المختبط.
المختبط: الذي يسأله عن غير معرفة كانت بينهما، ولا يد سلفت منه إليه ولا قرابة.
وعن ميمون قال: بعث عبد الله بن عامر حين حضرته الوفاة إلى مشيخة أهل المدينة وفيهم ابن عمر، فقال: أخبروني كيف كانت سيرتي؟ قالوا: كنت تصدق، وتعتق، وتصل رحمك. قال: وابن عمر ساكت، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما يمنعك أن تتكلم؟ قال: قد تكلم القوم.
قال: عزمت عليك لتكلمن، فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، وستقدم فترى.
توفي عبد الله بن عامر سنة سبع، أو ثمان وخمسين. وقيل: سنة تسع وخمسين.
[عبد الله بن عامر أبو عمران]
ويقال: أبو عبيد الله ويقال: أبو نعيم، ويقال: أبو عامر اليحصبي قارئ أهل الشام.
حدث عبد الله بن عامر: أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر بدمشق يقول: يا أيها الناس، إياكم وأحاديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا حديثاً كان يذكر في عهد عمر، فإن عمر رجل يخيف الناس في الله عز وجل. قال: ثم قال: ألا إني سمعت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ". ألا وإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنما أنا خازن وإنما الله عز وجل