والناس منهزمون، فلو شاء أن يذهب لذهب، فلما رآني قصدني، فضربته، وضربني، وسقط، فحاول القيام، فلم يقدر، فقال وهو في الموت:
تعست ابن ذات النوف أجهز على فتى ... يرى الموت خيراً من فرار وأكرما
ولا تتركني بالحشاشة إنني ... صبور إذا ما النكس مثلك أحجما
فدنوت منه فقال: أجهز علي، قبحك الله، فقد كنت أحب أن يلي هذا مني من هو أربط جأشاً منك، فاحتززت رأسه، وأتيت به مروان.
وكان مروان يقاتل الضحاك بن قيس بمرج راهط، فجاء روح بن زنباع الجذلمي فبشره بقتل الضحاك بن قيس، وقتل همام بن قبيصة، وقتل ابن معن السلمي، وقال ابن مقبل:
يا جذع آنف قيس بعد همام ... بعد المذبب عن أحسابها الحامي
يعني همام بن قبيصة.
[همام بن محمد بن سعيد أراه]
ابن عبد الملك بن الأموي حدث عن ميمون بن مهران قال:
قال لي عمر بن عبد العزيز: يا ميمون، احفظ عني أربعا: لا تصحبن سلطاناً، وإن أمرته بمعروف، ونهيته عن منكر، ولا تخلون بامرأة، وإن أقرأتها القرآن، ولاتصل من قطع رحمه، فإنه لك أقطع، ولا تكلمن بكلام اليوم تعتذر منه غداً.