يذهب بمالي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم " كذب، قد علم أني من أتقاهم لله وأدّاهم للأمانة ".
قال عمارة بن أبي حفصة: دخلت على عمر في مرضه، وعليه قميص قد اتسخ جيبه وتخرّق، فدخل مسلمة، فقال لأخته فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر: ناوليني قميصاً غير هذا حتى يلبسه أمير المؤمنين، فإن الناس يدخلون عليه، فقال عمر: دعها يا مسلمة، فما أصبح ولا أمسى لأمير المؤمنين ثوب غير الذي ترى عليه.
قال علي بن عاصم: قال لي شعبة: عليك بعمارة بن أبي حفصة، فإنه غني لا يكذب، قال: فقلت: كم غني يكذب! توفي عمارة سنة اثنتين وثلاثين.
[عمارة القرشي البصري]
وفد على عمر بن عبد العزيز.
حدث عن أبي بردة قال: وفدنا إلى الوليد بن عبد الملك، وكان الذي يقبل في حوائجي عمر بن عبد العزيز. فلما قضيت حوائجي أتيته فودعته، وسلمت عليه، ثم مضيت، فذكرت حديثاً حدثني به أبي سمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأحببت أن أحدثه به، فرجعت إليه. فلما رآني قال: لقد ردّ الشيخ حاجة. فلما قربت منه قال: ما ردّك؟ أليس قد قضيت حوائجك؟ قال: قلت: بلى، ولكنّ حديثاً سمعته من أبي سمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأحببت أن أحدثك به، لما أوليتني، قال: وما هو؟ قال: حدثني أبي قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: " إذا كان يوم القيامة مثّل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا، ويبقى أهل التوحيد، فيقال لهم: ما تنتظرون وقد ذهب الناس؟ فيقولون: إن لنا رباً كنا نعبده في الدنيا لم نره، قال: وتعرفونه إذا رأيتموه؟ فيقولون: نعم، فيقال لهم، وكيف تعرفونه ولم تروه؟ قال: إنه لا شبه له، قال: فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إلى الله تبارك