سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، عصمنا الله وإياك بالتقوى.
أما بعد، فقد جاءني كتابك فلم أسمع منه إلا خيراً، وذكرت شأن المودة بيننا، وإنك لعمر الله لمودود في صدري، من أهل المودة الخالصة والخاصة، وإني للخلة التي بيننا لراع، ولصالحها حافظ، ولا قوة إلا بالله.
أما بعد حفظ الله، فإنك من ذوي النهى من قريش، وأهل الحلم والخلق الجميل منها، فليصدر رأيك بما فيه النظر لنفسك، والتقية على دينك، والشفقة على الإسلام وأهله، فإنه خير لك أوفر لحظك في دنياك وآخرتك. وقد سمعتك تذكر شأن عثمان بن عفان، فاعلم أن انبعاثك في الطلب بدمه فرقة وسفك للدماء وانتهاك للمحارم، وهذالعمر الله ضرر على الإسلام وأهله، وإن الله سيكفيك أمر سافكي دك عثمان، فتأن في أمرك، واتق الله ربك، فقد يقال: إنك تكيد الإمارة، وتقول: إن معك وصية من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فقول نبي الله الحق، فتأن في أمرك، ولقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول للعباس: إن الله يستعمل من ولدك اثني عشر رجلاً، منهم السفاح والمنصور والمهدي والأمين والمؤتمن وأمير العصب. أفتراني استعجل الوقت أو أنتظر قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقوله الحق، وما يرد الله من أمر يكن ولو كره العالم ذلك، وايم الله لو أشاء لوجدت متقدماً وأعواناً وأنصاراً، ولكني أكره لنفسي ما أنهاك عنه، فراقب الله ربك، واخلف محمداً في أمته خلافة صالحة. فأما شأن ابن عمك علي بن أبي طالب فقد استقامت له عشيرتك، وله سابقته وحقه، ونحن له على الحق أعوان، ونصحاء لك وله ولجماعة المسلمين. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وكتب عكرمة ليلة البدر من صفر سنة ست وثلاثين.
[عبد الله بن حنش الخثعمي]
شهد صفين مع معاوية، وكان مقدم خثعم معه بصفين.
أرسل عبد الله بن حنش - رأس خثعم مع معاوية بصفين - إلى أبي كعب الخثعمي -