للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل لك يا علي في المبارزة؟ أقدم إذا شئت أبا حسن. فأقبل علي نحوه وهو يقول: من الرّجز

أنا عليّ وابن عبد المطّلب ... نحن لعمر الله أولى بالكتب

أهل اللّواء والمقام والحجب ... منّا النّبيّ المصطفى غير كذب

نحن نصرناه على جلّ العرب ... يا أيها العبد الغرير المنتدب

اثبت لنا يا أيّها الكلب الكلب

ثم التقيا فبدأه عليّ فقتله. فلمّا قتل حريثاً نهد إليه عمرو ابن الحصين السّكسكيّ، فقال: يا أبا الحسن، هلّم إلي المبارزة. فشدّ على عليّ فأثنى عليه عليّ وهو يقول: من الرجز

ما علّتي وأنا جلد صارم ... وعن يميني مذحج القماقم

وعن يساري وائل الخضارم ... والقلب منّي مضر الجماجم

أقسمت بالله العليّ العالم ... لا أنثني إلاّ بردّ الرّاغم

فحمل عليه عمرو ليضربه بالسّيف، وبذره سعيد بن قيس فطعنه بالرّمح فدقّ صلبه. فقام عليّ بين الصّفّين فنادى: ويلك يا معاوية، ابرز إليّ، علام نضرب بعض النّاس ببعض؟ فالتفت معاوية إلى عمرو بن العاص فقال له: ما ترى يا أبا عبد الله؟ فقال له عمرو: قد أنصفك الرّجل، واعلم أنك إن نكلت عنه لم تزل سبّةً عليك وعلى عقبك ما بقي عربيّ. فقال له معاوية: يا بن العاص، أمثلي يخدع عن نفسه؟ والله ما بارز ابن أبي طالب رجلاً إلاّ سقى الأرض من دمه.

[عمرو بن حفص بن يزيد]

أبو محمد الثّقفيّ روى عن الوليد بن مسلم، بسنده إلى أبي هريرة، قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: متى وجببت لك النّبوّة؟ قال: " فيما بين خلق آدم ونفخ الرّوح فيه ".

<<  <  ج: ص:  >  >>