توفي بدر ببغداد في ليلة السبت التاسع من رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
[بديح مولى عبد الله بن جعفر]
من أهل المدينة.
حدث بديح قال: كان عبد الله بن جعفر يحدثنا قال: فأقبل علي بن أبي طالب من سفر، فلقيناه غلمة من بني عبد المطلب، فينا الحسن والحسين، فلما دفعنا إليه تناولني فضمني إليه، فقال: يا بن أخي إني معلمك كلمات سمعتهن من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من قالهن عند وفاته دخل الجنة: لا إله إلا الله الحكيم الكريم - ثلاث مرات - الحمد لله رب العالمين - ثلاث مرات - تبارك الذي بيده الملك يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.
وعن بديح قال: أن عبد الله بن جعفر قدم على عبد الملك بن مروان، فأهدى له رقيقاً من رقيق المدينة، فقال له يحيى بن الحكم وهو عنده: إنما أهديت لأمير المؤمنين وحشاً من وحوش رقيق الحجاز، وقال له يحيى بن الحكم: ما فعلت خبثة؛ يعني المدينة؟ قال له عبد الله بن جعفر: سماها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طيبة وسميتها خبثة! وفي رواية: خالفت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما أرى الله سيخالف بينك وبينه.
قال أبو الحسن المدائني: دخل عبد الله بن جعفر على معاوية ومعه بديح، فقال لبديح: هات بعض هناتك، فغنى، فحرك معاوية رجليه، فقال ابن جعفر: ما هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: إن الكريم طروب.
قال الأصمعي: قال الوليد بن عبد الملك لبديح: خذ بنا في المنى، فوالله لأغلبنك قال: لا تغلبني.
قال: بلى لأفعلن، قال: فستعلم، قال الوليد: فإني أبداً أتمنى ضعف ما تتمنى أنت فهات،