من أهل دمشق. وأدرك أيّام الوليد بن عبد الملك، ويقال: إن الدّرفس كان مولى لمعاوية بن أبي سفيان، فحمل علماً يسمّى الدّرفس فلقّب به.
روى عن عبد الرحمن بن أبي قسيمة، عن واثلة بن الأسقع اللّيثيّ، قال: كنت في محرس يقال له: الصّفة، وهم عشرون رجلاً؛ فأصابنا جوع، وكنت أحدث أصحابي سنّاً فبعثوني إلى النّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشكو جوعهم؛ فالتفت في بيته فقال:" هل من شيء؟ " فقالوا: نعم، ها هنا كسرة أو كسر وشيء من لبن. قال: فأتي به ففتّ الكسر فتّاً دقيقاً، ثم صبّ عليه اللّبن، ثم جبله بيده حتى جبله كالثّريد، ثم قال:" يا واثلة ادع لي عشرةً من أصحابك، وخلّف عشرة " ففعلت؛ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برأس الثّريد، فقال:" كلوا بسم الله من حواليها واعفوا رأسها، فإن البركة تأتيها من فوقها، وإنها تمدّ ". قال: فرأيتهم يأكلون ويتخللّون أصابعه حتى تملّوا شبعاً؛ فلما انتهوا قال لهم:" انصرفوا إلى مكانكم وابعثوا أصحابكم " فانصرفوا؛ وقمت متعجّباً ممّا رأيت، فأقبل على العشرة فأمرهم بمثل الذي أمر به أصحابهم، وقال لهم مثل الذي قال لهم؛ فأكلوا منها حتى تملّوا شبعاً وحتى انتهوا وإن فيها لفضلاً.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: صالح، ما في حديثه إنكار.