ابن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن عيسى بن يزدجرد بن شهريار، أبو الفتح الفارسي ورد دمشق صحبة نور الدين رحمه الله، وكان يكتب له بالعربي والعجمي، وكان جده دارا كاتباً للسلطان أبي الفتح ملك شاه؛ ثم ترك الكتابة وانقطع في منزله، وقال يصف حاله:
قالت أميمة إذ رأت من عطلتي ... ما استكثرته وحق ذا من شاني:
أنبا بك الديوان أم بك نبوة ... عنه فتقعد خارج الديوان؟
إذ أنت من شهد اليراعة أنه ... في حلبتيها فارس الفرسان
أو كنت من أفنى ثميلة عمره ... وشبابه في خدمة السلطان
ولكم مقام قمت فيه ومجلس ... رفعت فيه إلى أعز مكان
وكتابة سيرت من إيرادها ... ما سيرته البرد في البلدان
فلم اطرحت ولم جفتك عصابة ... لهم بحقك أصدق العرفان؟
فأجبتها إن الأحاجي لم تزل ... مقدورةً لرجال كل زمان
إن لم أنل فيهم كفاء فضيلتي ... فالفضل ينطق لي بكل لسان
ولو أن نفسي طاوعتني لم أكن ... في نيل أسباب الغنى بالواني
ولربما لحق الجواهر بذلة ... من بعد ما رصعن في التيجان