للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يثنك ذلك عنه، فإنه لعله يرجع ويلقى الحق إذا سمعه، فإن على الحق نوراً.

فلبثت ما شاء الله، ثم قدمت الكوفة، فطفق قراء من أهل الكوفة يقولون: يا أخا أهل الشام، أتشهد أنك مؤمن؟ فأقول: نعم، فيقولون: أتشهد أنك في الجنة؟ فأقول: لا، فبلغ الأمر عبد الله بن مسعود، فمررت به في المسجد، فقالوا: هذا الشامي الذي ذكرنا، فأرسل إلي ابن مسعود، فقال: أتشهد أنك مؤمن؟ فقلت نعم، فقال: أتشهد أنك من أهل الجنة؟ فقلت: إني أخاف الذنوب، قال: فتبسم عبد الله بن مسعود ثم قال: لو شهدت أني مؤمن ما باليت أن أشهد أني في الجنة. قال: قلت: يغفر الله لك، هذا ما كان معاذ يحذرنا من أمثالك، قال: وما حذركم معاذ؟ قال: حذرنا زيغة الحكيم وقال: إن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على فم الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق ثم قال له: ارمم نفسك، فوالله ما أنت إلا أحد الثلاثة: مؤمن أو كافر أو منافق، ثم قال: يرحم الله معاذ بن جبل، ثم ما زال بعد ليناً مقارباً في المجلس.

وفي آخر مثله قال ابن مسعود: إن معاذ بن جبل " كان أمةً قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين ".

يزيد بن عميرة تابعي ثقة، من كبار التابعين.

[يزيد بن فروة مولى بني مروان]

لما غلب يزيد بن الوليد على دمشق، وقتل ابن عمه الوليد، أتى يزيد

<<  <  ج: ص:  >  >>